استمعت لأغنية خفيفة تقول: “في اللغة العربية الفصحى، إستيقظ وركز واصحى.” وكأنها توجه رسالة إلى الإخوة أصحاب الكراسي والعقول. حاولنا إيقاظهم بكافة الطرق وكافة اللغات التي يتباهون بتكلمها لكن عدنا للغة العربية الفصحى وحاولنا ولا فائدة. يستيقظ في بعد الأحيان واحداً منهم ليقول أن لا أزمة في الأفق والحلول موجودة ثم يعود لينام كالمرأة الحامل التي تحمل في أحشائها طفلاً سيعيش مظلوماً للأبد.
تقول الأغنية “إستيقظ” وما أصعب الإستيقاظ في هذا الوقت من صباح وطنٍ ضائع. وإن إستيقظ الأخ العزيز، تتحضر الأمة لهذا الموعد. فيصبح الفطور جاهزاً والأخبار المبهرجة جاهزةً، والضمير نائم كما هو، لم يغادر غرفة النوم بتاتاً. يترك صاحب الكرسي غرفة الطعام ويتوجه ليلبس قناع اليوم. فلكل يوم قناع، ولكل قناع صورة مرسومة بعرق الشعب، وأرق الشعب، وعشق العظمة. وبعد اللبس والإستعداد يغادر صاحب الكرسي في رحلةٍ جديدة لا يلزمها إلا التركيز.
الأغنية تكمل وتقول “ركز.” من الصعب على صاحب الكرسي أن يركز. أصبح التركيز موضوعاً صعباً جداً. ركز يا سيدي صاحب الكرسي فالدروس تفوتك وأنت طائرٌ محلق بين ربوع الأحبة تنشر قضيةً لا تؤمن بها. ركز يا عزيزي وإلا ستخسر بعض علامات المشاركة. وما أصعب التركيز عندما يكون البال مشغولاً بقضايا الوطن التي اتخذتها أنت شعاراً باليا لا تفقه عنه شيئاً. ركز أو لا تركز هذه حرية شخصية، لكن يبقى على ضميرك النائم أن يصحو.
تنتهي الأغنية بكلمة “اصحى.” كيف للضمير أن يقوم مفزوعاً للوطن الباكي؟ لا تصحو إن كان في الأمر إزعاجاً لحضرتك سأصحو أنا واخواتي ووطني لتكون أنت النائم الوحيد بين الكل. أراك صاحياً، ماشياً، متكلماً، والشيء الأهم فيك نائماً. كيف للأمة أن تزدهر وضميرك يا صاحب الكرسي نائماً؟ عزيزي صاحب الكرسي، نم، ثم نم، ثم نم، فربما تحلم حلماً مفزعاً، يجعل من ضميرك عبرةً لمن لا يعتبر.
أصحاب الكراسي كثر، وسيكثرون في إنتخاباتٍ جديدة لا أرى منها إلا مهزلة وطنية تحت قبة مجلس لم أرى فيه إلا الشجار وعرض الخضار. ويسمونها عرسٌ وطنيٌ وأين العرس في أحزان الشعب الذي تترامى همومه على ضفاف شواطئ عيونهم الدامعة. أين العرس والشعب لا يملك قرشاً جديداً ليحتفل حتى بإنتخابات اجراها بأحلامه؟ عزيزي الشعب، لا تفرح ولا تبكي، ولا تحزن، ولا تشكي، لك ربٌ يحبك، ووطنٌ يأويك ويعتمد عليك.
_______________________________________________________________________________________________________
ملحوظة:
أنا لست صحفياً ولا كاتباً متمرساً..هذه مجرد أفكارٍ راودتني وكتبتها بكل عفوية…شكراً